تلقيت درسا في مدرسة الحياة يوم الاثنين 28 من محرم, كان درسا مؤلما, فقد بدأ بامتحان صعب. طلاب هذا الدرس كانوا من أفراد عائلتي. أما الفصل فقد كان بيتا عزيزا على نفسي فيه الكثير و الكثير من الذكريات. و الأهم أن الموضوع كان في ... وداع حبيب...
مع بداية هذا الدرس تجردت روحي عن جسدي و حلقت متأملة في ذلك الجسد الحبيب, النائم نومته الأبدية....
تأملت الوجوه الباكية و قد غشاها حزن الوداع, عيون دامعة و لكن قلوبها مطمئنة إلى رحمة رب العالمين تودّع الرجل الصالح إلى أن تلتقي به لقاءها البرزخي.
رفعت يدي و سألت سؤالي الأول: في درس الوداع هذا! ماذا نودّع؟ هل نحن نودّع الجسد أم الروح؟ الجسد أمامنا لا حول له و لا قوة! و الروح لم تكن يوما ملموسة!
ثم بدأ العرض الإلهي في ذاكرة كل منّا. كانت الوجوه تحكي ذكرياتها مع الحبيب الصالح, بعضنا هذى بتلك الذكريات, و الآخر حبسها في نفسه مخافة استثارة مشاعر الحزن بالفراق.
تأمّلتْ روحي في ذلك المساء أسرتي الحبيبة, تقاربها, ترابطها, و حنان صغيرها على كبيرها و احترام كبيرها لصغيرها. تأملت كيف عبر كل فرد فيها عن حزنه بطريقة مختلفة و كيف ودّع كل منهم حبيب العائلة بطريقته الخاصة.
جلستُ عند رأسه النائم و سألته: كيف أودّعك يا بابا جليل؟ لم أكن أشعر بحزن في تلك اللحظة, بل بألم في قلبي, ألم شديد أعلم أن لا دواء له. كيف أودع هذا الجسد الغالي؟
و جاءني الجواب من داخلي, أريد أن أساعد في غسله. و كان لي ذلك, وودّعت الجسد....
أصابتني حالة من السكون بعد ذلك و الاستسلام لقضاء الله و قدره ولكن عقلي لا يريد أن يصدق أنه لا يمكنني أن أسمع صوته بعد اليوم...
"...شفتوا ساقه .... سكر بأوراقه, عبد الجليل بترجي ... سبحان خلاقه....."
و جاءتْ اللحظات الحاسمة, لحظات امتحان صبر المؤمنين, و ودّعت عائلة البترجي غاليها وداعا نهائيا بأعين دامعة و قلوب منفطرة, و أدركتُ وقتها أننا وفي هذا الموقف بالتحديد نقوم بتوديع الجسد...
هدأت النفوس قليلا وانشغلنا بأيام العزاء و لكن السؤال المحيّر يبحث عن جواب, ماذا سنفتقد في غالينا بابا جليل؟
حاول الجميع أن يعود إلى حياته الطبيعية مع بداية الأسبوع الجديد, و لكن الاشتياق إلى الروح ظل يذكرنا بأنه قد رحل عنا ...
اليوم و قد أنهى بابا جليل أسبوعه الأول في جنة ربه أدركتُ أننا عندما نحب شخصا فإننا نتعلق بروحه, و ما الجسد إلا للتواصل و التعبير عن هذا الحب بطريقة ملموسة.
أشتاق إليك يا بابا جليل و أسألك مرة ثانية: كيف أودع روحك التي تحوم حولنا؟
و لا أقول إلا ما يرضي ربنا ... "إنا لله و إنا إليه راجعون"
مع بداية هذا الدرس تجردت روحي عن جسدي و حلقت متأملة في ذلك الجسد الحبيب, النائم نومته الأبدية....
تأملت الوجوه الباكية و قد غشاها حزن الوداع, عيون دامعة و لكن قلوبها مطمئنة إلى رحمة رب العالمين تودّع الرجل الصالح إلى أن تلتقي به لقاءها البرزخي.
رفعت يدي و سألت سؤالي الأول: في درس الوداع هذا! ماذا نودّع؟ هل نحن نودّع الجسد أم الروح؟ الجسد أمامنا لا حول له و لا قوة! و الروح لم تكن يوما ملموسة!
ثم بدأ العرض الإلهي في ذاكرة كل منّا. كانت الوجوه تحكي ذكرياتها مع الحبيب الصالح, بعضنا هذى بتلك الذكريات, و الآخر حبسها في نفسه مخافة استثارة مشاعر الحزن بالفراق.
تأمّلتْ روحي في ذلك المساء أسرتي الحبيبة, تقاربها, ترابطها, و حنان صغيرها على كبيرها و احترام كبيرها لصغيرها. تأملت كيف عبر كل فرد فيها عن حزنه بطريقة مختلفة و كيف ودّع كل منهم حبيب العائلة بطريقته الخاصة.
جلستُ عند رأسه النائم و سألته: كيف أودّعك يا بابا جليل؟ لم أكن أشعر بحزن في تلك اللحظة, بل بألم في قلبي, ألم شديد أعلم أن لا دواء له. كيف أودع هذا الجسد الغالي؟
و جاءني الجواب من داخلي, أريد أن أساعد في غسله. و كان لي ذلك, وودّعت الجسد....
أصابتني حالة من السكون بعد ذلك و الاستسلام لقضاء الله و قدره ولكن عقلي لا يريد أن يصدق أنه لا يمكنني أن أسمع صوته بعد اليوم...
"...شفتوا ساقه .... سكر بأوراقه, عبد الجليل بترجي ... سبحان خلاقه....."
و جاءتْ اللحظات الحاسمة, لحظات امتحان صبر المؤمنين, و ودّعت عائلة البترجي غاليها وداعا نهائيا بأعين دامعة و قلوب منفطرة, و أدركتُ وقتها أننا وفي هذا الموقف بالتحديد نقوم بتوديع الجسد...
هدأت النفوس قليلا وانشغلنا بأيام العزاء و لكن السؤال المحيّر يبحث عن جواب, ماذا سنفتقد في غالينا بابا جليل؟
حاول الجميع أن يعود إلى حياته الطبيعية مع بداية الأسبوع الجديد, و لكن الاشتياق إلى الروح ظل يذكرنا بأنه قد رحل عنا ...
اليوم و قد أنهى بابا جليل أسبوعه الأول في جنة ربه أدركتُ أننا عندما نحب شخصا فإننا نتعلق بروحه, و ما الجسد إلا للتواصل و التعبير عن هذا الحب بطريقة ملموسة.
أشتاق إليك يا بابا جليل و أسألك مرة ثانية: كيف أودع روحك التي تحوم حولنا؟
و لا أقول إلا ما يرضي ربنا ... "إنا لله و إنا إليه راجعون"
سلافه عادل عبد الجليل بترجي
3/9/2006
3/9/2006
No comments:
Post a Comment