Wednesday, May 25, 2011

عجبا لك يا موت!!!

عجبا لك يا موت،،
عجبا لك!!!
شعرت بالغثيان ليس جزعا منك و لكن جزعا من بشريتي!! من ذلك الإنسان بداخلي الذي يحب الحياة، استحقرته، استحقرت تلك الطاقة التي تظن أنها قادرة على التغير!!
عجبا لك يا موت!!!
لديك تلك القوة السحرية على نبش الذكريات!!
على تفريق الأحباب و تجميعهم في نفس اللحظة..
عجبا لك يا موت!!!
تكمن قوتك في قدرتك على استثارة أقوة المشاعر الحية في النفس الإنسانية، الخوف!!
الخوف من هذه القوة الإلهيه التي تحول "العادة" ،،، "الحياة" إلى،بكل بساطة "لا شيء" ،، لا حراك!!
من قال أن عهد المعجزات قد انتهى؟ مازلت أقف أمام الموت و لا أجد له تفسيرا غير أنه... معجزة إلهية..
قد تكون يا موت المعجزة اإلهية الوحيدة المتبقية على الأرض حتى يتعظ البشر.. و لا يمكننى أن أستشهد بقوله تعالى "أفلا يعقلون" لأنك يا موت أكثر تعقيدا من قدرة العقل على تفسير أو تحليل ما تقوم به..
عجبا لك يا موت!!
تجعل كل معاني الحياة بلا ألوان، بلا خطوط.. صفحة بيضاء أو سوداء، عالم مظلم تماما كما يراه من حرم نعمة البصر..
عالم مجهول لا يستطيع أن يصفه الأعمى لأنه لا يدرك غيره، و لايدركه المبصر لأنه خارج نطاق خبرته..
عجبا لك يا موت!!
جميع الأسئلة المتعلقة بك بلا إجابات، و عندما نلقاك و نحصل على الإجابة نفقد القدرة على نقلها إلى عالم الأحياء..
عجبا لك يا موت!!!
لك القدرة أن تضع ذلك القناع على وجهي، بل قلبي و روحي، بحيث يصبح كل ما حولي أخرق!!
يحتار عقلي، يصرخ بأعلى صوت لديه، كيف يمكن للحياة أن تنزع؟
كيف يمكن للقوة أن تسكن؟ سكنة أبدية!!
كيف يمكن للتواصل أن ينقطع؟ انقطاعا خالدا في عالم يتنافس فيه البشر على التواصل بكل أشكاله..
يا موت.. يا موت..
أنت كنت و ستكون حتى تذكر البشر "ويبقى وجه رب ذو الجلال و الإكرام"
أعتذر منك يا موت، فليس لدي صورة أرفقها بك،،،
فأنت  الموت...

"خدمكم خولكم"
رحمك الله يا نورفضيلة و أسكنك أعلى جنانه