Sunday, May 19, 2013

ذلك الأنف النجدي

 
خرجت في عجلة من أمرها كعادتها .. فليس في الحياة بقية.. هكذا كانت تحدث نفسها باستمرار..
دخلت الي المصعد المكتظ بالوجوه الصغيره ،، تعتليها بليتة ألوان عبث بها رسام جرئ.. قد تبدو للناظر انها فراشات أو وحوش لطيفه.. تزيد من اختلاط ألوانها أيدي رطبة ملطخة بالشوكولاته تمسك بهدايا حفل عيد ميلاد احدهم.
 
تأملت تلك الوجوه.. كم هي جميلة البراءة و كم هو ممتع شعور ذلك الذهن الصافي.. صفاء الطفولة الحرة المنطلقة..
منطلقة!! .. نعم يجب أن أنطلق سريعا حتي لا أتأخر علي موعدي .. حدثت نفسها باندفاع..
 
و في ثواني توازي في سرعتها قوة ذلك الاندفاع.. وقف "ذلك الأنف النجدي" شامخا ليلقنها درسا في معاني الحياة..
رفعت رأسها لتري تجمع تلك الوجوه الصغيره حولها تراقب سيل الدم المندفع من "ذلك الأنف النجدي" .. و أحاطتها الأصوات الناصحة بان ترفع رأسها.!! تخفض رأسها .. تميل به يمينا.. لا .. بل يسارا.. الأصوات المتعاطفة و الأعين المحاطة بالألوان تنظر إليها في فجعه و هي تفكر.. بينما كفيها يمتلئان ببحيرة الدم الأحمر...
القت بتلك البحيري على الأرض و رفعت كفيها معلنة للجميع قرارها .. سأتوجه الي مشفي للطوارئ ..
و انطلقت .. سريعا كعادتها حتي لا تتأخر.. علي درس في الحياة .. سيلقنها إياه "ذلك الأنف النجدي".
 
 
 
و في سويعات تحولت من تلك المرأة المفعمة بالطاقة المنطلقة في سباق مع الوقت الي مستسلمة لكل ما يدور حولها..
فقد علمها "ذلك الانف النجدي"..
أن لله في أقداره حكما قد لا تعيها عقولنا البشرية..
أن الحياة أكثر سرعة منا نحن البشر..
ان إنجازاتنا لا يجب أن تعتمد علينا و إلا توقفت بتوقفنا..
أن نظرة قلق و دمعة محب هي من أكثر الأمور ألما في الحياة ...
أننا في لحظات الألم نتخير أولئك الذين لا نستحي من تعرينا أمامهم..
أن طعم الحلوي لا وجود له بدون رائحتها..
أن ذلك الانف النجدي الذي لطالما انزعجت منه، هو مصدر للمتع الصغيره في يومها المكتظ بالواجبات..
أن في مئات المرات القادمة التي ستردد فيها كلمة "الحمد لله" ستستشعر من خلالها حمدا لله علي تقديره الذي لا تفهم علته..
و أولاه علي القائمة هو "ذلك الأنف النجدي".. الذي قد لا تحب منظره و لكنها أصبحت الآن تعشق دوره في حياتها..
و لأن كسرها لم يكن بسيطا فان أنفها النجدي مازال متلحفا بغطاء حديدي يملؤ نفسها تساؤلا كلما نظرت اليه.. أمازال هذا الأنف نجديا يا ترى!!!؟؟

Sunday, January 6, 2013

ما بين الجدية و المتعة..

 
 
 
لطالما تم تلقيبي بالمرأة الجدية..
وفي بحثي المستمر و "الجدي" عن معاني تجعل من حياتي قيمة مضافة..
تعثرت بشيئ جديد كنت أجهل تواجده يطلقون عليه اسم "المتعة"..
..نتجرد من معاني المتعة مدعين رغبتنا في التعفف.. معتقدين أنه إن كانت حياتنا مليئة بالجد و التعب فإننا سنكون أكثر قربا من الله..
حتى نصل إلى مفترق ذلك الطريق الذي يجب فيه أن نختار،، ما بين العبوس المستمر لأننا سعداء و نشعر بالرضى.. و لكن لم نعد نريد هذه الحياة لأنها لم تعد ممتعة..
و ذاك الطريق الآخر الذي نجهل دربه و صحبه لأننا كنا نعتقد أن أصحابه بعيدا كل البعد عن الواقعية و الحياة الربانية.. فهم دائما مبتسمون.. و يبدوا أنهم يستمتعون بحياتهم..
عندما يصبح لكلمة "الحمد لله" طعما لا إحساس فيه.. حركة لعضلة لا إرادية.. ذاكرة خلايا جسدية.. تتكرر دون التمعن في معناها.. عندما تفتقر "الحمد لله" إلى ابتسامة رضى و شعور بالسكينة و يصحبها تجهم و تنهيدة عميقة، يتغير معناها فتصبح
"أمري و خيرتي لله"..
تأملت في ما تعثرت به، و لأنني مازلت تلك الإنسانة الجدية حاولت جاهدة أن أجد تعريفا لصديقتي الجديدة "متعة"..
 
المتعة.. ذلك الصاحب العاطفي و الفكري  و الجسدي الذي تشعر في قربه بـ ... نعم توقفت و لم أجد إجابة..
فقررت أن أعيش هذا العام تجربة البحث عن معنى المتعة.. فكانت هذه أولى اكتشافاتي..
أجد متعتي في لعبة "الكلمة.."
كلمة منك.. و كلمة مني.. ثم كلمة منها و منه..
لطالما استطاعت الكلمات أن تداعب و تستثير وضعي الفكري و العاطفي و الجسدي..
أختار من من حولي ذلك الصديق الذي يحدثني بلغة الكلمة.. فيكون لكل كلمة أو فكرة ردا يعطيها طعما مميزا..
أحب مجالسة أولائك الذين يحسنون صنع و تصريف الكلمة.. و أبهر بمَن يبَسط معناها فتصبح واقعا أتلمسه في حياتي اليومية..
الكلمات أنواع، فهناك الكلمة المسموعة.. و المقروؤة.. و لكن أكثر ما يثير اهتمامي و يترك أكبر الأثر في تاريخ ذاكرتي هي الكلمة المكتوبة..
في محاولة للتغلب على العشرين ألف كلمة التي تتدافع عند مخرج شفتاي.. و ذلك الإحساس الذي يداعب أعماق نفسي في مكان  كنت أجهل تواجده.. أبحث عن معنى كلمة "متعة" ..
وفي خضم ذلك الإحساس الذي ملأني متعة فيما تم اكتشافه.. وقفت مصدومة لأنني اكتشفت أيضا أن "متعة الكلمة المكتوبة" لا تكتمل إلا بقارئ لهذه الكلمة و حوار لا يعلم كلانا إلى أين يمكن أن يقودنا..
إليك يا من علمني متعة الكلمة المكتوبة..


Tuesday, December 11, 2012

بين الحب و الغيرة.. شعرة قابيل..

نعم أشعر بالغيرة .. نعم بالغيرة.. ها أنا أقولها.. بالغيرة من كل ما يحيط بك..
 بالغيرة من كل من يستطيع أن ينظر إليك.. أن يكون بقربك.. بالغيرة من كل شيئ يمكنك أن تتحسسه.. و يمكنه أن يكون بين يديك.. لأنني أعلم أنني لم و لن أكون يوما أحد هذه الأشياء..
في تواجدي أمامك لا أشترط أن أكون إنسانا.. فقد تمنعك إنسانيتي من أن تكون من أنت.. بل يكفيني أن أكون شيئا.. خاتما أو مسبحتا اعتدت و اعتادت عليك..تفتقدني أصابعك و تبحث عني عندما أغيب عنها..
لم أكن يوما "غيورة".. بل أنني أتفادى أن أن أكون غيورة .. لا أستطيع أن أقبلها على نفسي.. لا تتحملها "الأنا" بداخلي "فالأنا" ترى الغيرة ضعفا.. مذلة.. سقوطا في الهاوية ..
نفس الهاولة التي سقط فيها إبليس عندما رفض أن يسجد لآدم.. نفس الهاوية التي سقط فيها قابيل عندما قام بأول جريمة في البشرية..
لو يعلم البشر لعنة الغيرة.. لقتلوها في أنفسهم قبل أن تقتلهم..
و لأنني لا أطيق الغيرة فها أنا أقول لك وداعا للمرة العاشرة.. وداعا إلى أن ينفض المجلس من حولك و أكون من يستحق اهتمامك..
أراك عندما تبلغ الخمسين.. قد تشتاق لي وقتها.. و لن أشعر وقتها بالغيرة..
للمرأة بداخلي همسا مزعجا.. كثيرا ما أحاول أن أكبحه!!


Sunday, November 18, 2012

"عادي... !!!"

 
كل عام و عامنا الجديد بخير..
ثارت نفسي علي عامي الذي مضى فكان لها حوار ساررت فيه العام الجديد.. لعله يكون عام ملئ بالصحة و السلام و الإنسانية ..
بدات قائلة: أيها العام الجديد.. فضلا .. أعد تعريف "العادي"...
أعتذر .. نعم .. أعتذر أيها العام الجديد.. فانا لا استطيع قبول "العادي" بعد اليوم. . فلقد اختلفت القيم و المعايير و بالتالي المفاهيم و المعاملات..
العادي بالنسبة لي .. أن تحمل المرأة و تلد..
أن نربي الحيوانات ثم نأكل من لحمها و نشرب من لبنها و نستفيد من وبرها..
العادي أن نعمل مع بعضنا البعض كبشر.. فمنا البائع و آخر مشتري..
أن يعمل بعضنا عند بعض.. فهناك الرئيس و المرؤوس..
العادي أن نتدافع لنعمر الأرض ..
 

 
و لكن ليس من "العادي " أن نصاب بأمراض و أورام غريبة التركيب تودي بأسر الي الهلاك..
و لا من العادي أن نعذب الحيوانات فنحبسها و نعلقها و نطعمها ما يخالف فطرتها لنشبع جشعنا..
و لا يمكن للعادي أن تكون الرشوة هي أساس التعاقد بيننا...
و أعجب العادي أن يخاف الإنسان من مثيله الإنسان فيخضع له منكسرا مهانا..
و أسوأ العادي هي الحرب .. قتل الرجال و اغتصاب النساء و تيتيم الأطفال .. و المجازر و الإبادات الجماعية.. هو هذا المعني الحقيقي " لغير العادي" ..
 
عذرا أيها العام الجديد.. إن لم تصلح مفهوم "العادي" لديك، فإنك ستكون مثيلا لصاحبك الذي مضى "عام عادي" ..
 
لم تنهض فيه الإنسانية ..
٣ محرم ١٤٣٤

Sunday, October 28, 2012

أيها الخبيث.. من حقي أن أشعر!!

حواء.. تغزل بين أصابعها خيوط السعادة لمن حولها..
حواء .. المالك الحقيقي لفرشاة الألوان التي تجعل للحياة روحا ملونة.. بعيدا عن الأبيض و الأسود..
إذا حزنت حواء أو فقدت الأمان.. اختل توزيع حبوب الشطرنج فوق طاولة أسرتها..
"حواء".. قال لي الطبيب.. "كلا أنت لست مصابة بسرطان الثدي!!"
بقدر ما أراحتني هذه الكلمات.. إلى أنها لم تمنع سقوط فرشاة ألواني.. و ارتباك حبوب الشطرنج فوق طاولة أسرتي.." ..
نعم.. حضرتني أيام اختلطت مشاعري و لم يظهر منها إلا الأبيض و الأسود..
لم أشعر بالخوف من الموت.. بل بالخوف على بناتي الثلاثة و إبني ..
لم أغضب من قدري أو إرادة ربي.. و لكن غضبت من إستخفاف الغير بمشاعري و أنوثتي و قدرتي على الفهم ..
فقدت الإحساس بالأمان لا لأنني لم أعد المسيطره على مستقبلي.. و لكن لأن واقعي لا يمكن الوثوق به..
أردت أن أكون وحدي .. لا خجلا من حالتي .. لكن لأتفكر في المسؤولية الجديدة التي حملني هي ربي و سألت نفسي.. ما هي رسالتي..؟؟
لم يتغير دعائي.. و لكن أضفت عليه.. إلهي "أنر بصيرتي و لا تحملني ما لا أطيق.."
تطلعت إلى والداي و زوجي.. و حملتهم ما قد لا يطيقون..
كلا.. لم يتغير دعائي.. و لكن تغير ميزان الإنجاز في حياتي.. فلم يعد نجاحي الكبير هو مصدر تفاؤلي.. بل ضحكة صادقة مصدرها قلبي.. و سببها أبنائي..
"نعم.. أنا لست مصابة بسرطان الثدي.." و لكني و قفت على منصته و شاركت مثيلاتي مشاعرهن..
 
رسالتي إلى كل حواء قوية..من حقك أن تخافي و تغضبي و تحزني..
و من واجب المجتمع أن يطأطئ رأسه احتراما لهذه المشاعر..
فحملك ثقيل..
أهدي كلماتي هذه مع الكثير من التقدير إلى "وست سايد اس"
 


Friday, July 27, 2012

"الحرم المكي" تجربة روحانية رباعية الأبعاد

ماذا لو كان لكل منا قرون استشعار تجعلنا أكثر حساسية لما حولنا.. ماذا لو أننا استخدمنا هذه القرون في أكثر بقعة في العالم تكدسا و تنوعا بالأصوات،، والأشكال و الآلوان،، و الروائح..!!
و ماذا لو استطعنا أن نربط هذا الإستشعار بخالق هذه الأصوات.. و الألوان؟؟
ماذا لو كانت تجربتنا في كل مرة مختلفة.. و كأنها اللقاء الأول.. حيث تختلط فيها مشاعر الترقب مع الحماس و الشغف و الخوف.. ماذا لو؟
دخلت كعادتي مستعجلة و جميع حواسي متنبهة في محاولة جادة للبحث عن "أفضل" مكان لأصلي فيه. مكان يسعني دون أن أسجد على قدم "الحاجية" التي أمامي و تركع التي خلفي فوق ظهري..
مكان لا يؤذي أنفي و هو يحاول أن يصنف روائح البشر من حولي.. من أي دولة أتت هذه الرائحة!!
مكان يمكن لبصري أن يستمتع برؤية الكعبة المشرفة، و لأذناي أن تستشعرا جمال القرآن في الصلاة...
وجدت بضعة سنتيميترات.. تحدها من الغرب حاجية من شرق آسيا على كرسي متحرك..
و تحدها من الشرق حاجية تركية تبدو عليها السماحة..
فتوكلت على الله و قررت اختبار هذه البقعة إن كانت هي "الأفضل"!!
سلمت على من حولي و قررت أن أبدأ بالخير و أشارك جاراتي سجادة صلاتي..
وقفت جارتي التركية و بلغة الإشارة أخبرتني أنها ستذهب لتحضر ماء زمزم و طلبت مني أن أحجز لها مكانها "الأفضل"..
عادت و معها أربعة أكواب و كانت إحداهن من نصيبي..، قلت لنفسي: مثل هذه الأمور لا تحدث إلا هنا..
أقمت صلاتي ثم توجهت إلى الطواف.. تلك الآله البشرية التي لم يعطها أحدا حقها في الوصف إلى الآن..
تأملت حركة تلك الآله حول المكعب الأسود المهيب و قررت أن تكون تجربتي هذه المرة مختلفة..


فبدلا من أن أقرأ دعاء أو قرآنا أثناء طوافي، سوف أستشعر وجود الله في كل أمر تتفاعل معه حواسي.. فأتأمل فيه و أسبح الله و أرى عظمة الخالق في تكوينه..
فتأملت.. و أنصت.. و شممت.. فتعجبت و تساءلت و بكيت لعظمة الخالق..
بنما اختلفت لهجات الألسن.. توحدت لغة الأعين..
بينما اختلفت الألوان و الأحجام و الأجناس .. توحدت الدعوات و الوجهات و الآمال..
اختلطت رائحة عرق الغني بعطر عود الفقير..
و تزاحم الرجال مع النساء دون أن يعترض مخلوقا من البشر..
مؤتمر إنساني روحاني يحضره عشرات الدول، لغته الرسمية هي لغة الإشارة..
رأيت تضرعا.. و تعبا..
رأيت حنانا.. و همة..
رأيت سكينة.. و شغفا..
رأيت وجوها صغيرة عمرها أشهر و أخرى تعكس مشقة سنين..
رأيتا اختلافا يفوق أي اختلاف يمكن أن تعكسه الإنسانية.. و رأيت وحدة في أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له..
كان يمكن لتجربتي هذه أن تنتهي بتذمر و ضيق و سخط على جهل المسلمين.. و لكنني اخترت لها أن تكون مختلفة..
رمضان/1433

Friday, June 1, 2012

استثمار بعقد شراكة إسمه "أنا""

عندما كنت طفلة كنت أعتقد أنني أملك "نفسي" فهي لي.. و العالم كله يدور حول هذه "الأنا"..
فهذا "رأسي".. "ألواني و ألعابي" .. "أمي و أبي" كلها تنتهي بياء "الملكية"..
فهناك أيضا يداي و قدماي التي أملك الحرية في الرسم عليهما..
هناك أسناني التي من حقي أن أفرشها أو لا.. فهي ملكي و لا يستطيع غيري أن يستخدمها
هناك قدمايا التي هي ملكي وحدي و لذلك فمن حقي أن أسير حافية دون حذاء..

و كبرت .. و أصبحت أكثر نضجا و علمتني الحياة أن العالم لا يدور حول "أنا..ي" و لكنني "حرة"..
نعم أنا مراهقة.. "أنا حره".. و لأنني حرة فمن حقي أن أقرر ما شئت ما دمت أقر أنني سأتحمل نتيجة قراراتي..
أنا حرة في أن أنام قبيل الفجر و أستيقظ بعد الظهر..
أنا حرة في أن أرفض طعام الإفطار و تكون وجبتي الأولى هي كرات الأيس كريم مع الكثير من الشوكولاته الذائبة..
أنا حره في أن أقرأ ما شئت من الروايات و و أشاهد الأفلام التي تشبع تذبذب هرموناتي التي تأبى أن تستقر..
و لأنني لم أعد طفلة فحتما "أنا حره"..

و كبرت.. و أصبحت أكثر نضجا, و علمتني الحياة أنني لست حرة و لكن "لي حقوقا"..
فمن حقي أن أتعلم..
و من حقي أن أختار من أتزوج..
من حقي أن أعمل..
من حقي أن يكون لي وقتي الخاص بعد عناء يوم طويل مزدحم بمسؤوليات البيت و الأطفال و الزوج و العمل..
من حقي أن أستمتع بقراءة هادئة إذا خلد الجميع إلى النوم..
من حقي لقاء مع صديقاتي إذا كان الجميع منشغلا و ليس في حاجة لي..
من حقي أن أستمتع بفنجان من القهوة في الصباح الباكر مادام الجميع نيام..

و كبرت.. و أصبحت أكثر حكمة، و علمتني الحياة أن العالم لا يدور حول "انا..ي".. و أنني لست "حرة" و أن "لا حقوق لي"، إنما "الأنا" هو "استثمار بشري ما أنا إلا شريكة فيه"
فجسدي و عقلي هما أمانة عندي وهبهما لي الخالق حتى أحافظ عليهما و أنميهما حتى يكون خراجهما ذا منفعة..
و قلبي ... قلبي هو جزئ "الأنا" الذي حقا لا أملك فيه سهما..
فرب هذا القلب قادر على أن يقلبه بين أصبعين من أصابعه..
و قلبي هذا له هواه.. "فالقلب و ما يهوى"..
إن استثماري لهذا القلب يكمن في ترطيبه بذكر الله حتى يكون نبضه غذا لروحي..
أما هواه.. فهو يحب و يتعلق بمن يشاء حتى و إن أمرته بعكس ذلك.. حتى و إن صعب علي تفسير حبه هذا.. و يكمن استثماري في أن "أدير" هذا الحب اللا منطقي...
عندما كبرت و أصبحت أكثر حكمة.. علمتني الحياة أن لا وجود لياء "الملكية" فقواعد اللغة العربية حولتها إلى ياء "المتكلم" فقط..