Sunday, October 28, 2012

أيها الخبيث.. من حقي أن أشعر!!

حواء.. تغزل بين أصابعها خيوط السعادة لمن حولها..
حواء .. المالك الحقيقي لفرشاة الألوان التي تجعل للحياة روحا ملونة.. بعيدا عن الأبيض و الأسود..
إذا حزنت حواء أو فقدت الأمان.. اختل توزيع حبوب الشطرنج فوق طاولة أسرتها..
"حواء".. قال لي الطبيب.. "كلا أنت لست مصابة بسرطان الثدي!!"
بقدر ما أراحتني هذه الكلمات.. إلى أنها لم تمنع سقوط فرشاة ألواني.. و ارتباك حبوب الشطرنج فوق طاولة أسرتي.." ..
نعم.. حضرتني أيام اختلطت مشاعري و لم يظهر منها إلا الأبيض و الأسود..
لم أشعر بالخوف من الموت.. بل بالخوف على بناتي الثلاثة و إبني ..
لم أغضب من قدري أو إرادة ربي.. و لكن غضبت من إستخفاف الغير بمشاعري و أنوثتي و قدرتي على الفهم ..
فقدت الإحساس بالأمان لا لأنني لم أعد المسيطره على مستقبلي.. و لكن لأن واقعي لا يمكن الوثوق به..
أردت أن أكون وحدي .. لا خجلا من حالتي .. لكن لأتفكر في المسؤولية الجديدة التي حملني هي ربي و سألت نفسي.. ما هي رسالتي..؟؟
لم يتغير دعائي.. و لكن أضفت عليه.. إلهي "أنر بصيرتي و لا تحملني ما لا أطيق.."
تطلعت إلى والداي و زوجي.. و حملتهم ما قد لا يطيقون..
كلا.. لم يتغير دعائي.. و لكن تغير ميزان الإنجاز في حياتي.. فلم يعد نجاحي الكبير هو مصدر تفاؤلي.. بل ضحكة صادقة مصدرها قلبي.. و سببها أبنائي..
"نعم.. أنا لست مصابة بسرطان الثدي.." و لكني و قفت على منصته و شاركت مثيلاتي مشاعرهن..
 
رسالتي إلى كل حواء قوية..من حقك أن تخافي و تغضبي و تحزني..
و من واجب المجتمع أن يطأطئ رأسه احتراما لهذه المشاعر..
فحملك ثقيل..
أهدي كلماتي هذه مع الكثير من التقدير إلى "وست سايد اس"