Showing posts with label الحياة، طفولة، مراهقة، حكمة، حب، أنا. Show all posts
Showing posts with label الحياة، طفولة، مراهقة، حكمة، حب، أنا. Show all posts

Friday, June 1, 2012

استثمار بعقد شراكة إسمه "أنا""

عندما كنت طفلة كنت أعتقد أنني أملك "نفسي" فهي لي.. و العالم كله يدور حول هذه "الأنا"..
فهذا "رأسي".. "ألواني و ألعابي" .. "أمي و أبي" كلها تنتهي بياء "الملكية"..
فهناك أيضا يداي و قدماي التي أملك الحرية في الرسم عليهما..
هناك أسناني التي من حقي أن أفرشها أو لا.. فهي ملكي و لا يستطيع غيري أن يستخدمها
هناك قدمايا التي هي ملكي وحدي و لذلك فمن حقي أن أسير حافية دون حذاء..

و كبرت .. و أصبحت أكثر نضجا و علمتني الحياة أن العالم لا يدور حول "أنا..ي" و لكنني "حرة"..
نعم أنا مراهقة.. "أنا حره".. و لأنني حرة فمن حقي أن أقرر ما شئت ما دمت أقر أنني سأتحمل نتيجة قراراتي..
أنا حرة في أن أنام قبيل الفجر و أستيقظ بعد الظهر..
أنا حرة في أن أرفض طعام الإفطار و تكون وجبتي الأولى هي كرات الأيس كريم مع الكثير من الشوكولاته الذائبة..
أنا حره في أن أقرأ ما شئت من الروايات و و أشاهد الأفلام التي تشبع تذبذب هرموناتي التي تأبى أن تستقر..
و لأنني لم أعد طفلة فحتما "أنا حره"..

و كبرت.. و أصبحت أكثر نضجا, و علمتني الحياة أنني لست حرة و لكن "لي حقوقا"..
فمن حقي أن أتعلم..
و من حقي أن أختار من أتزوج..
من حقي أن أعمل..
من حقي أن يكون لي وقتي الخاص بعد عناء يوم طويل مزدحم بمسؤوليات البيت و الأطفال و الزوج و العمل..
من حقي أن أستمتع بقراءة هادئة إذا خلد الجميع إلى النوم..
من حقي لقاء مع صديقاتي إذا كان الجميع منشغلا و ليس في حاجة لي..
من حقي أن أستمتع بفنجان من القهوة في الصباح الباكر مادام الجميع نيام..

و كبرت.. و أصبحت أكثر حكمة، و علمتني الحياة أن العالم لا يدور حول "انا..ي".. و أنني لست "حرة" و أن "لا حقوق لي"، إنما "الأنا" هو "استثمار بشري ما أنا إلا شريكة فيه"
فجسدي و عقلي هما أمانة عندي وهبهما لي الخالق حتى أحافظ عليهما و أنميهما حتى يكون خراجهما ذا منفعة..
و قلبي ... قلبي هو جزئ "الأنا" الذي حقا لا أملك فيه سهما..
فرب هذا القلب قادر على أن يقلبه بين أصبعين من أصابعه..
و قلبي هذا له هواه.. "فالقلب و ما يهوى"..
إن استثماري لهذا القلب يكمن في ترطيبه بذكر الله حتى يكون نبضه غذا لروحي..
أما هواه.. فهو يحب و يتعلق بمن يشاء حتى و إن أمرته بعكس ذلك.. حتى و إن صعب علي تفسير حبه هذا.. و يكمن استثماري في أن "أدير" هذا الحب اللا منطقي...
عندما كبرت و أصبحت أكثر حكمة.. علمتني الحياة أن لا وجود لياء "الملكية" فقواعد اللغة العربية حولتها إلى ياء "المتكلم" فقط..