Wednesday, April 13, 2011

أوراق من دفتر مذكراتي..القراءة في رواق الطفولة

أعود دائما لهذه الصفحة من دفتر مذكراتي لأجدد يقيني بأن عظام الأمور تبدأ بفكرة بسيطة يدعمها الكثير من الإيمان و العزيمة والدعم و المجهود و لا شك التوفيق الإلهي..
تبدأ قصة هذه الصفحات عندما استيقظت ذات يوم و شعرت أنني في حاجة إلى أن ألتجئ إلى إحدى مصادر التفاؤل الخاصة بي.. ففي علم الذكاء العاطفي.. و عند علماء النفس، لكل فرد منا مصدرا للتفاؤل... مكانا أو شخصا، أو شيئا نلجأ إليه ليدْعمنا في مواجه كبد هذه الدنيا..
فقررت في ذلك اليوم أن أذهب مع نفسي في زيارة طويلة إلى مكتبة جرير الواقعة في شارع صاري.. و بينما أنا وحدي بين الكتب إذ ألمح مدير فرع مكتبة جرير الكائنة في جرير مول, فحاولت أن أتفاداه كوني في زيارة شخصية للمكتبة و أسعى إلى الانفراد بنفسي..و لكني فوجئت به في طريقي و على وجهه ابتسامة عريضة جدا سائلا، ألست أ. سلافه بترجي من رواق الطفولة؟ فأجبت بالموافقة.. و سألته عما يقوم به هنا في فرع صاري؟ فأخبرني و كله حماس أنه قد عين مديرا للفرع..ثم تابع على الفور.. كنت على وشك التواصل معك لترتيب رحلة الصيف, و لكني شعرت أن الوقت مازال مبكرا.. ننتظر رواق الطفولة هذا الصيف في جرير "شارع صاري" إن شاء الله..
قد لا يكون رواق الطفولة قد أضاف أكثر من بضع عشرات الآلاف إلى حساب مكتبة جرير..و لكنه لاشك قد ترك أكثر من ذلك في قلوب من تعامل معه و مع أطفاله.. فلقد رسم رواق الطفولة سمات التعجب المصاحبة بالإعجاب على وجه مدير الفرع و العاملين به.. ذهلوا من المئتي زائر والطوابيرالتي شغلت جميع منافذ الدفع و التي دامت أكثر من نصف ساعة..
لا شك أن رواق الطفولة قد ترك بصمة في نفوس العاملين في جرير مما دفع مدير الفرع أن يتبعني ليأكد علي زيارة الصيف..
هذا هو رواق الطفولة..أينما ذهب ترك بصمة "تأثير" في القلوب.
في رواق الطفولة نحن لا نقرأ من أجل القراءة..و لكن نقرأ لنتعلم كيف نتواصل مع أنفسنا و العالم المفتوح من حولنا..كيف نفكر لا بعقولنا فقط ولكن بقلوبنا ايضا..
نحن نقرأ لنصبح نقادا قادرين على التعايش مع عصر العولمة..نقرأ من أجل تربية شخصيات قائدة قادرة على إعمار الأرض و إحداث التغيير.. نقرأ  لنكون نموذجا لما يتوقعه منا رسول الله صلى الله عليه و سلم حين سمانا..أمة اقرأ..
في رواق الطفولة تتحول الدمى و مغامرات جحا و إبداعات الكاتب عبد الحميد اللباد إلى استراتيجيات تفكير معقدة تهيئ أطفال الرواق إلى قيادة العالم إن شاء الله
يؤمن رواق الطفولة..أن مسؤولية تنشئة أجيال قارئة هي مسؤولية اجتماعية تبدأ بالوالدين في المنزل و تتدرج "صعود" إلى أن تصل إلى أعلى توجيه تربوي و تعليمي في الدولة.
إن القراءة هي فكر و ثقافة مجتمع..كم يتمنى رواق الطفولة لو أنه يملك عصى سحرية تحول أجيال الأمة الإسلامية إلى قراء مفكرين و مطبقين،، و لكن مشروعا بهذا الحجم يحتاج إلى آداة أكثر فاعلية من العصى السحرية ..ألا و هي عزيمة القادة...
هذه العزية التي تؤمن أن القراءة و التعليم هي القدرة الهائلة على العطاء،،حتى نبني الفكر..
 
قال صلى الله عليه و سلم.. يا ابا ذر..
"لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة..
و لأن تغدو فتعلم بعضا من العلم عمل به أم لم يعمل به خير من أن تصلي ألف ركعة
2009
كم أشتاق إليك يا رواق الطفولة..
سلافه بترجي 4/2011

1 comment:

  1. سلافة .. سبحان الله لكي يومين على بالي جدا وواحشتني مرة ،
    رواق الطفولة أصبح رابط قوي للقراءة مع كل فرد منا ، وأعتقد أنه ترك بصمة لكل أم من أمهات أبناء الرواق وكذلك الأطفال ، بالنسبة لي كان أول مكان لأبنائى يوافق تطلعاتي ويعزز القراءة التي طالما أتحدث عنها معهم وأمارسها معهم وكأني الأم الوحيدة التي تريد تحبيب القراءة لأبنائها ، واذا بي ألتقي برواق الطفولة وفريق رواق الطفولة واذا بي ألتقي بأبلة سلافة التي أحببتها مذ قابلتها ورأيت مشروعها الرائع ، واذا بي ألتقي مع مجموعة من الأمهات اللاتي لهن نفس الاهتمامات وكأني أجد ضالتي
    سبحان من جمعنا وقدر لقاءنا ، أحمد الله كثيرا على معرفتك وأسأل الله لكي خير الجزاء وأدعوه أن يعينك ويساعدك على اكمال المشوار ، لأننا حقا جميعا نشتاق الى رواق الطفولة
    عبير رضا 8/2011

    ReplyDelete