لطالما تم تلقيبي بالمرأة الجدية..
وفي بحثي المستمر و "الجدي" عن
معاني تجعل من حياتي قيمة مضافة..
تعثرت بشيئ جديد كنت أجهل تواجده يطلقون
عليه اسم "المتعة"..
..نتجرد من معاني المتعة مدعين رغبتنا في
التعفف.. معتقدين أنه إن كانت حياتنا مليئة بالجد و التعب فإننا سنكون أكثر قربا
من الله..
حتى نصل إلى مفترق ذلك الطريق الذي يجب فيه
أن نختار،، ما بين العبوس المستمر لأننا سعداء و نشعر بالرضى.. و لكن لم نعد نريد
هذه الحياة لأنها لم تعد ممتعة..
و ذاك الطريق الآخر الذي نجهل دربه و صحبه
لأننا كنا نعتقد أن أصحابه بعيدا كل البعد عن الواقعية و الحياة الربانية.. فهم
دائما مبتسمون.. و يبدوا أنهم يستمتعون بحياتهم..
عندما يصبح لكلمة "الحمد لله"
طعما لا إحساس فيه.. حركة لعضلة لا إرادية.. ذاكرة خلايا جسدية.. تتكرر دون التمعن
في معناها.. عندما تفتقر "الحمد لله" إلى ابتسامة رضى و شعور بالسكينة و
يصحبها تجهم و تنهيدة عميقة، يتغير معناها فتصبح
"أمري و خيرتي لله"..
تأملت في ما تعثرت به، و لأنني مازلت تلك
الإنسانة الجدية حاولت جاهدة أن أجد تعريفا لصديقتي الجديدة "متعة"..
المتعة.. ذلك الصاحب العاطفي و الفكري و الجسدي الذي تشعر في قربه بـ ... نعم توقفت و
لم أجد إجابة..
فقررت أن أعيش هذا العام تجربة البحث عن
معنى المتعة.. فكانت هذه أولى اكتشافاتي..
أجد متعتي في لعبة "الكلمة.."
كلمة منك.. و كلمة مني.. ثم كلمة منها و
منه..
لطالما استطاعت الكلمات أن تداعب و تستثير
وضعي الفكري و العاطفي و الجسدي..
أختار من من حولي ذلك الصديق الذي يحدثني
بلغة الكلمة.. فيكون لكل كلمة أو فكرة ردا يعطيها طعما مميزا..
أحب مجالسة أولائك الذين يحسنون صنع و
تصريف الكلمة.. و أبهر بمَن يبَسط معناها فتصبح واقعا أتلمسه في حياتي اليومية..
الكلمات أنواع، فهناك الكلمة المسموعة.. و
المقروؤة.. و لكن أكثر ما يثير اهتمامي و يترك أكبر الأثر في تاريخ ذاكرتي هي الكلمة
المكتوبة..
في محاولة للتغلب على العشرين ألف كلمة
التي تتدافع عند مخرج شفتاي.. و ذلك الإحساس الذي يداعب أعماق نفسي في مكان كنت أجهل تواجده.. أبحث عن معنى كلمة "متعة"
..
وفي خضم ذلك الإحساس الذي ملأني متعة فيما
تم اكتشافه.. وقفت مصدومة لأنني اكتشفت أيضا أن "متعة الكلمة المكتوبة"
لا تكتمل إلا بقارئ لهذه الكلمة و حوار لا يعلم كلانا إلى أين يمكن أن يقودنا..
إليك يا من علمني متعة الكلمة المكتوبة..