نعم أشعر بالغيرة .. نعم بالغيرة.. ها أنا أقولها.. بالغيرة من كل ما
يحيط بك..
بالغيرة من كل من يستطيع أن
ينظر إليك.. أن يكون بقربك.. بالغيرة من كل شيئ يمكنك أن تتحسسه.. و يمكنه أن يكون
بين يديك.. لأنني أعلم أنني لم و لن أكون يوما أحد هذه الأشياء..
في تواجدي أمامك لا أشترط أن أكون إنسانا.. فقد تمنعك إنسانيتي من أن
تكون من أنت.. بل يكفيني أن أكون شيئا.. خاتما أو مسبحتا اعتدت و اعتادت
عليك..تفتقدني أصابعك و تبحث عني عندما أغيب عنها..
لم أكن يوما "غيورة".. بل أنني أتفادى أن أن أكون غيورة ..
لا أستطيع أن أقبلها على نفسي.. لا تتحملها "الأنا" بداخلي "فالأنا"
ترى الغيرة ضعفا.. مذلة.. سقوطا في الهاوية ..
نفس الهاولة التي سقط فيها إبليس عندما رفض أن يسجد لآدم.. نفس
الهاوية التي سقط فيها قابيل عندما قام بأول جريمة في البشرية..
لو يعلم البشر لعنة الغيرة.. لقتلوها في أنفسهم قبل أن تقتلهم..
و لأنني لا أطيق الغيرة فها أنا أقول لك وداعا للمرة العاشرة.. وداعا
إلى أن ينفض المجلس من حولك و أكون من يستحق اهتمامك..
أراك عندما تبلغ الخمسين.. قد تشتاق لي وقتها.. و لن أشعر وقتها
بالغيرة..
للمرأة بداخلي همسا مزعجا.. كثيرا ما أحاول أن أكبحه!!