باسم الله ،، الله أكبر.. بدأت طوافي.. كانت حركة عقلي تفوق حركة جسدي.. المنارات المضاءة... الساعة الضخمة.. رائحة المعتمرين.. أصوات الدعاء.. الحرارة.. الشعور بالأجساد المتقاربة.. التعب الذي كنت أشعر به.. أولادي.. العمل.. اليوم.. الغد..
ماهذا الطواف؟؟ أين الروحانية التي أبحث عنها.. "ركز يا عقلي.."
من جديد، باسم الله،، الله أكبر.. و يبدأ عقلي من جديد.. إلى أن..!!
كانت تقف أمامي ممسكة بيدي أبيها.. طفلة معاقة تبدو و كأنها في الثالثة عشر من عمرها.. على فيها ابتسامة عريضة.. و يبدوا على وجهها أنها لا تعي روحانية المكان الذي نحن فيه.. مثلي تماما!!!
نعم، في ذلك طواف كنت تماما مثل تلك الطفلة المعاقة.. سعيدة بوجودي في ذلك المكان المقدس و لكني لا أستشعر روحانية و جلال ذلك المكان.. إلى أن..!!
همست إلى صديقتي، أختي بل ملاكي.. أخبرتها أنني سأغمض عيناي أثناء الطواف، لذا عليها أن تمسكني جيدا..
و من جديد، باسم الله،، الله أكبر..
انتقل التركيز من ما حولي إلى ما بداخلي.. اختفى جميع من كان يطوف بالبيت العتيق، و أصبحت ساحة الطواف لي وحدي.. تماما فارغة..
لم يعد أنفي يستشعر الروائح المختلفة من حولي.. لم أعد أنتظر خط النهاية أن يظهر،، لم أعد أسمع الصراخ و الدعاء باللهجات المختلفة.. احاطت بي تلك الكرة الشفافة التي طالما انتظرتها.. روحانية استشعار القرب من الله..
كنت أطوف وحدي في الساحة الواسعة البيضاء، أنا و نفسي في بيت ربي..
احساس لم أستشعره من قبل أثناء الطواف، و كأنني أطوف بالبيت العظيم لأول مرة..
بعد أول بضع دقائق، حاولت عيناي أن تصارع احساس السكينة الذي بدأ يتسلل إلى نفسي، و أرادت أن تختلط مرة أخرى بكل ما كان يحيط بها و بي، و لكني منعتها.. ويحا لك يا عيني..
شعرت بانشداد عضلات فكي، فأرخيتها..
شعرت بقوة قبضتي على حقيبتي، فأطلقت سراحها..
شعرت بتردد قدماي خوفا من الاصطدام بمن أمامي، فطمأنتها
باسم الله،، الله أكبر،، و لم يعد للوقت قيمة و لا لخطواتي نهاية..
في تلك اللحظة غبضط المكفوفين على نعمة السكينة التي قد يشعرون بها لأنهم حرموا أقوى حاسة للاتصال و التواصل بما حولهم..
في تلك الليلة، و قبيل أذان العشاء، قررت أن أكون مكفوفة في كل مرة أزور فيها بيت ربي و أطوف وحدي مع نفس و ربي..
Solafa: you continue to surprise me with words full of feelings and emotions. I can feel what you write, and that is the beauty of it. Ma sha Allah.
ReplyDelete