خرجت في عجلة من أمرها كعادتها .. فليس في الحياة بقية.. هكذا كانت تحدث نفسها باستمرار..
دخلت الي المصعد المكتظ بالوجوه الصغيره ،، تعتليها بليتة ألوان عبث بها رسام جرئ.. قد تبدو للناظر انها فراشات أو وحوش لطيفه.. تزيد من اختلاط ألوانها أيدي رطبة ملطخة بالشوكولاته تمسك بهدايا حفل عيد ميلاد احدهم.
تأملت تلك الوجوه.. كم هي جميلة البراءة و كم هو ممتع شعور ذلك الذهن الصافي.. صفاء الطفولة الحرة المنطلقة..
منطلقة!! .. نعم يجب أن أنطلق سريعا حتي لا أتأخر علي موعدي .. حدثت نفسها باندفاع..
و في ثواني توازي في سرعتها قوة ذلك الاندفاع.. وقف "ذلك الأنف النجدي" شامخا ليلقنها درسا في معاني الحياة..
رفعت رأسها لتري تجمع تلك الوجوه الصغيره حولها تراقب سيل الدم المندفع من "ذلك الأنف النجدي" .. و أحاطتها الأصوات الناصحة بان ترفع رأسها.!! تخفض رأسها .. تميل به يمينا.. لا .. بل يسارا.. الأصوات المتعاطفة و الأعين المحاطة بالألوان تنظر إليها في فجعه و هي تفكر.. بينما كفيها يمتلئان ببحيرة الدم الأحمر...
القت بتلك البحيري على الأرض و رفعت كفيها معلنة للجميع قرارها .. سأتوجه الي مشفي للطوارئ ..
و انطلقت .. سريعا كعادتها حتي لا تتأخر.. علي درس في الحياة .. سيلقنها إياه "ذلك الأنف النجدي".
و في سويعات تحولت من تلك المرأة المفعمة بالطاقة المنطلقة في سباق مع الوقت الي مستسلمة لكل ما يدور حولها..
فقد علمها "ذلك الانف النجدي"..
أن لله في أقداره حكما قد لا تعيها عقولنا البشرية..
أن الحياة أكثر سرعة منا نحن البشر..
ان إنجازاتنا لا يجب أن تعتمد علينا و إلا توقفت بتوقفنا..
أن نظرة قلق و دمعة محب هي من أكثر الأمور ألما في الحياة ...
أننا في لحظات الألم نتخير أولئك الذين لا نستحي من تعرينا أمامهم..
أن طعم الحلوي لا وجود له بدون رائحتها..
أن ذلك الانف النجدي الذي لطالما انزعجت منه، هو مصدر للمتع الصغيره في يومها المكتظ بالواجبات..
أن في مئات المرات القادمة التي ستردد فيها كلمة "الحمد لله" ستستشعر من خلالها حمدا لله علي تقديره الذي لا تفهم علته..
و أولاه علي القائمة هو "ذلك الأنف النجدي".. الذي قد لا تحب منظره و لكنها أصبحت الآن تعشق دوره في حياتها..
و لأن كسرها لم يكن بسيطا فان أنفها النجدي مازال متلحفا بغطاء حديدي يملؤ نفسها تساؤلا كلما نظرت اليه.. أمازال هذا الأنف نجديا يا ترى!!!؟؟